مشاكل النوم عند أطفال طيف التوحد
وجود مشاكل لدى الأطفال وبشكل خاص أطفال طيف التوحد يؤثر على أدائهم خلال اليوم، بسبب عدم أخذ قسط كافي من الراحة والتعب مما يؤدي بدوره إلى حدوث نوبات غضب انزعاج وغيرها. وفي هذه الأثناء الأم والطفل غير قادرين على إجراء عملية التعليم والتعلم، بسبب التعب وعدم الراحة عند الطرفين.
وفي معالجة هذا الموضوع يجب التركيز عليه لمدة شهر كامل وبشكل مكثف إلى أن يصبح نوم الطفل منتظم، يجب مراقبة الطفل خلال اليوم لمعرفة ما الذي يسبب مشكلة في موضوع نومه والعمل على إيجاد حل بشكل تدريجي واستخدام أساليب فعالة حيث لا يتم فرض الشيء بالقوة، سيتم ذكر بعض المشكلات وحل كل مشكلة في النقاط التالية:
أولاً: القيلولة في النهار هل تؤثر على نوم الطفل في الليل؟
إذا كان الطفل لاينام في فترة الظهر وينام بشكل متواصل في الليل هذا هو الوضع الطبيعي دون قيلولة .أما إذا كان الطفل ينام في النهار قليلا ويستيقظ في الليل يجب إلغاء هذه القيلولة.
والحل لإلغاء القيلولة: يجب أن نشغل الطفل خلال اليوم ونشتت انتباهه ونعيد توجيهه للأنشطة المحببة لديه، ويجب الاستمرار على هذه الوتيرة ريثما يتعود الطفل لأن البداية ستكون صعبة وتزعج الطفل، وهناك العديد من الأنشطة التي تشغل الطفل (وضعه مع الأطفال، الخروج من المنزل، مشاهدة التلفاز، الدخول إلى المطبخ مع الأم ..). يجب التواصل مع الطفل بشكل كبير لحل المشكلة وتعويده على نظام معين.
ثانياً: المشاكل الحسية
يعاني بعض الأطفال من مشاكل حسية تجعلهم يستيقظون من نومهم، من هذه المشكلات الحسية نذكر سماع بعض الأصوات ولمس بعض الأشياء أو شم بعض الروائح التي تجعل الطفل يستيقظ من نومه منزعجاً.
الحل: يجب تقدير وضع الطفل والانتبه لهذا الموضوع. على سبيل المثال: يجب وضع وسادة وبطانية ملائمة للطفل وبملمس لايزعجه. وعندما يحين وقت نوم الطفل نراعي موضوع الصوت نحرص على عدم إصدار اصوات تزعجه.
أيضاً موضوع الروائح يجب عدم الذهاب للطبخ أو وضع العطور والبخور أثناء نوم الطفل. يجب تجنب مصادر الإزعاج لديه بالفترة الأولى فقط لحل المشكلة ولمعالجتها يجب أن نتبع أسلوب التشكيل الذي يساعده تدريجياً وبشكل متسلسل تقبل الأصوات والروائح ولمس الأشياء فمن غير المعقول والمنطق أن يستمر الطفل بالانزعاج من هذه الأمور.
فالطفل الذي ينزعج من بعض الروائح نبدأ بتعريضه لروائح بسيطة ولطيفة ولأوقات معينة فقط حتى يصبح الطفل يتقبل شمها قليلاً وبعد فترة ممكن زيادة قوة الرائحة والمدة. وأيضا يمكن أن نشارك مع الطفل بعمل أنشطة فيها شم روائح مختلفة. أيضاً الطفل الذي ينزعج من الأصوات، خلال اليوم نضع له موسيقى معينة ليسمعها أو القرآن الكريم ليتعود بشكل تدريجي. وأيضاً بخصوص موضوع اللمس ندع الطفل يمشي على رمل أو على عشب أو يتحسس أشياء وألعاب ملمسها مختلف عن طريق الأنشطة والترغيب. نبتعد عن فرض الأشياء والتعنيف ونتجه لأسلوب التشكيل (shaping) للتدرج بالسلوك وعدم فرضه بحيث يتقبله الطفل.
ثالثاً: مشكلة سحب شيء من الطفل أو إيقافه عن فعل شي وإجباره أو فرض عليه
من غير الممكن أن يكون الطفل يشاهد التلفاز وتأتي الأم مباشرة لسحبه من أمامه وأخذه للنوم على الفور مما يؤدي إلى انزعاج الطفل وحدوث نوبة غضب تؤخر النوم أكثر وأكثر.
الحل: يجب عمل جدول تنظيمي للطفل لتنظيم وقت النوم عنده ويمكن الاستغناء عن الجدول لاحقاً. يوضع على الجدول صور مرتبة لأشياء الطفل ونلقنه مايجب فعله بالتدريج (حان وقت النوم، نلبس بجاما، نفرش الأسنان، ندخل الحمام، نسمع قرآن أو موسيقى..). ومن الممكن قبل الجدول أن نعمل نشاط حركي يرغبه الطفل كاللعب بكرة الجيم. يلعب الطفل بالكرة بيديه بقدميه يستلقي عليها والعديد من الأنشطة الحركية حتى يخف مقدار النشاط لديه لاحقاً. ومن ثم يمكنك عرض الجدول عليه للذهاب للنوم. يومياً لمدة شهر يبدأ الطفل باستيعاب وفهم تنظيم النوم لديه والإحساس بالراحة والهدوء.
رابعاً: مشكلة استيقاظ الطفل من نومه.
ماذا تفعل الأم إذا استيقظ الطفل خلال شهر المعالجة وتنظيم النوم ؟؟
فيما يخص موضوع النوم من جهة أخرى، يستيقظ بعض الأطفال من نومهم، ومن الخطأ الشائع أن الأم تأخذه من سريره إلى خارج الغرفة وتبدأ بالأكل والشرب واللعب معه أو مشاهدة التلفاز بحجة أن طفلها يريدها ويريد قضاء بعض الوقت معها. وهذا التصرف يعد كارثة، لأن الطفل يكرر هذا السلوك كل يوم ليحصل على مايريد.
الحل: إذا استيقظ الطفل وبدأ بالبكاء إذا أمكن للأم أن تنتظر قليلاً من الممكن أن يعود الطفل لنومه، وإن لم ينفع الانتظار تذهب الأم وتجلس بجانبه وتهمس له (شش لانريد أصوات) وتبدأ بالطبطبة عليه في سريره ولاتحضره أبداً لجانبها ولا تضيء النور في الغرفة أو الهاتف. يجب الإصرار على موقف الأم بأن تترك الطفل مكانه لينام دون فعل أي شيء آخر، بحيث يتعود الطفل أنه إذا استيقظ سيظل بسريره حتى يعاود النوم مرة آخرى لايوجد هاتف أو لعب أو أي شيء آخر من المعززات التي يريدها.
ملاحظة/ إذا اجتهدت الأم وطبقت ماسبق ومازال الطفل يعاني من موضوع النوم يجب مراجعة طبيب أعصاب. من الممكن حدوث تدخل طبي علاجي كدواء يساعد في هذا الموضوع.
مقالات سابقة: