مهارة التقليد وأهميتها في عملية التعلم
إن كل مهارة في الحياة نتعلمها ونستقل بها لها نصيب من التقليد (imitation)، عندما ينشأ الطفل يبدأ بتقليد والديه بالحركات والأصوات والكلمات فعندما يذهب الطفل للروضة يقلد الأطفال الآخرين في اللعب وعندما تعطي المعلمة الدرس يقلدها الطفل في المهارات ونحن الآن نكبر ونقلد أساتذتنا في الجامعات و نتعلم ونطور أنفسنا.
ليست لدينا أي مشكلة في مهارة التقليد، ليلة أمس دخلت الى منصة اليوتيوب وشاهدت كيفية صنع جدول أنشطة للأطفال وطبقته اليوم وها أنا أستفيد منه في جلساتي.
لكن أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم ضعف في مهارة التقليد وهي من المهارات الأساسية للتعلم وبدونها لن يستطيع الطفل أن يتعلم لوحده من بيئته و سيؤثر ذلك على مهارة نطق الحروف والكلمات والجمل و سيؤثر على مهارة اللعب واستخدام الألعاب و سيؤثر على أي مهارة مهمة في الحياة اليومية
لذلك يجب علينا تدريب الطفل على مهارة التقليد بشكل مكثف وللمهارة أنواع:
فهناك تقليد حركات كبيرة بالجسم مثل لمس الراس، تصفيق، رفع اليدين.
وهناك تقليد حركات دقيقة مثل حركات الأصابع وحركات الفم، فتح الفم، اخراج اللسان.
وهناك تقليد باستخدام الألعاب مثل تركيب مكعبات وتحريك السيارة ورمي الكرة
و هناك تقليد مركب من سلسلة من الحركات مثل سلسلة من حركتين أو ثلاثة، مثل احضار ملعقة وتحريك السكر داخل كوب، تركيب مكعبات ووضع القطة جانب المكعبات، مسح الأنف ورمي المنديل في المهملات وقد تكون السلسلة من 3 حركات مثل إحضار طفل صغير وإطعامه الحليب ووضعه في سريره.
وهناك تقليد لنموذج حي مثل تقليد طفل لطفل آخر ماذا يفعل أو تقليد فيديو كارتوني
وهناك تقليد أصوات وكلمات وجمل كاملة ولكن بحسب قدرة الطفل الفردية على النطق
وهكذا يتم تدريب الطفل ليصل لمستوى متقدم في التقليد و يبدأ بالتعلم لوحده بشكل مستقل.
نقاط هامة عند تدريب الطفل على التقليد
1- اختيار حركات سهلة لا تتطلب جهد كبير من الطفل و محببة له مثل التصفيق باليدين، لمس الرأس، ضرب الطاولة، رفع اليد، ضرب الرجل.
2- اختيار ألعاب محببة للطفل ليتم تدريبه من خلالها على التقليد لكي تتطور مهارة اللعب لديه كذلك، والألعاب يجب ان تكون مناسبة للمهارة مثل لعبة بيانو والطفل يقلد المعلم في النقر على الأزرار مثل لعبة الأجراس الملونة والطفل يقلد المعلم في تحريك الأجراس وإصدار أصوات من خلالها، وأيضاً لعبة السيارات والطفل يقلد في تحريك السيارات و إخراج صوت بيب بيب…
3- يُعطى (الأمر للطفل) بشكل واضح مرة واحدة بعد جذب انتباهه بمكافأة يحبها ويأخذها بعد الاستجابة للتقليد.
الأمر مثل (ساوي مثلي أو سوي كدا أو do this) ويقوم المعلم بعمل الحركة المطلوب تقليدها أمام الطفل مثلاً لمس الرأس أو وضع كرة في سلة أو فتح علبة صغيرة أو تقليد صوت معين أو كلمة معينة.
4- نراعي حاجة الطفل للمساعدة وقدراته الفردية قد يحتاج الطفل لمساعدة كلية جسدية يعني نعطيه تلقين جسدي أي نضع يدنا على يده بشكل كامل لمساعدته في تقليد الحركة التي ظهرت من المعلم وقد يحتاج مساعدة جزئية بسيطة مثلاً نمسك يده من الكوع بشكل جزئي ليس بشكل كلي و نعطيه مساعدة بسيطة ليقلد الحركة وقد يحتاج صورة للحركة المراد تقليدها وقد لا يحتاج ويتجاوب بسرعة ويؤدي الحركات بشكل صحيح.
5- المكافأة بعد كل استجابة لكي يتحمس الطفل وخصوصاً في بداية التدريب و نخفف المكافآت تدريجياً، مثال: في بداية التدريب نعطي الطفل مكافأة بعد كل حركة ثم عند إتقان الهدف نعطيه مكافأة بعد 2 حركة ثم بعد 3 حركة وهكذا نخفف المكافأة تدريجياً ليصل الطفل لمرحلة يقلد بدون أي مكافأة و تصبح مكافأة الطفل هي حركات التقليد بذاتها عندما يقلد ويتعلم مهارة جديدة ويستفيد منها، مثال: يقلد حركة تحريك السيارة ويستمتع باللعب بالسيارات بعد تعلمه كيفية اللعب.
6- نراعي قدرة الأطفال الفردية في عدد المحاولات التي تعطى للطفل ونكرر المحاولات في الجلسة لكي تزداد فرص التعلم للطفل مثال أدرب الطفل على تقليد حركة التصفيق باليدين، نعطي الطفل في الجلسة ما لا يقل عن 5 محاولات متتالية، في كل محاولة يكون فيها الأمر واضح (اعملي متلي) ويكون فيها نموذج للحركة ويكون فيها مساعدة اذا تطلب الأمر ويكون فيها مكافأة بعد التطبيق ويكون هناك فاصل زمني من 3 لـ 5 ثواني بين كل محاولة و أخرى.
7- نطبق المهارة مع الأخصائي والأم والأخوة وأكثر من شخص و كذلك نغير مكان التدريب في الفصل والحديقة و المطبخ وغرفة الألعاب لكي تُعمم المهارة.
وهذا هو ما نسعى إليه من تعليم الطفل مهارة التقليد، أن يقلدنا في المطبخ عندما نغلق باب الثلاجة، أن يقلدنا في غرفة النوم عندما نضع الملابس في الدولاب، أن يقلدنا في الحديقة عندما نلعب بالكرة، أن يقلدنا عندما ننطق أصوات أو كلمات أو جمل واضحة، فليس هدفنا إتقان المهارة على طاولة التدريب فقط بل على مدار اليوم وفي أماكن مختلفة ومع أكثر من شخص.
للاستزادة يمكنكم متابعة الفيديو التالي:
مقالات سابقة: