Maharat-RT

Posted by: رهف الترزي

مشاكل الدمج عند أطفال الحالات الخاصة وطيف التوحد ومعالجتها

قد يحدث أن يكون الطفل متفاعل ومتجاوب أثناء الجلسات التعليمية وفي منزله مع أسرته، لكن عند ذهابه الى المدرسة ودمجه مع أطفال آخرين تظهر سلوكيات غير مسبوقة ونوبات غضب شديدة ..

هل من الممكن أن يكون الطفل قد فقد المهارات المكتسبة خلال الجلسات التعليمية والقواعد و القوانين المدرب عليها؟

الإجابة هي لا، لم يفقد الطفل المهارات ولكن هناك خلل في عملية الدمج بدون تسلسل ممنهج وهناك مشكلة في تعميم المهارات التي تعلمها الطفل في بيئة محددة صغيرة وهي الجلسات الفردية أو بيئة المنزل مع العائلة.

لابد من وجود تسلسل واضح وخطة ممنهجة قبل المباشرة بعملية دمج الطفل مع الآخرين، حيث يتم توسيع دائرة معارف الطفل تدريجياً ابتداءً من الأخصائية والجلسات التعليمية و الأقارب وأصدقاء الأسرة انتهاءً بالآخرين في المدرسة أو المنتزه ..

من الضروري إبقاء الأم على إطلاع بما يحدث في الجلسة لممارسته بدورها مع الطفل في المنزل ثم يدخل أفراد الأسرة تدريجياً ثم الأقارب ثم الجيران ثم الأشخاص الآخرين.

أيضاً من الضروري تجاوب الطفل في مكان التدريب ثم في المنزل ثم في منازل الأقارب والأماكن العامة.

وهكذا يتم توسيع الحلقة للطفل تدريجياً؛ لذلك من المهم جداً مشاركة المعلومات حول الطفل بالتدريج مع الأشخاص الذين يمكنهم المساعدة في هذا الموضوع مما يجعل الطفل يتجاوب مع أكبر نسبة ممكنة من الأشخاص المقربين ثم الغرباء.

نذكر أهم خطوات الدمج تدريجياً على فرض نريد أن ندمج طفل في الروضة:

أولاً: ليس من المعقول وضع الطفل مع عشرين طفل تقريباً ونستغرب من سلوكياته وتصرفاته!!

أو نستغرب فصله من المدرسة أو حدوث نوبات غضب أو مشاكل أخرى.. يجب العمل على دمج الطفل مع عدد معين وقليل من الأطفال، مثلاً نضع الطفل مع طفل آخر ونعلّمه المبادئ الأساسية( المشاركة، تبادل الأدوار..) عن طريق اللعب و استخدام الصور و نكرر المحاولات ليعتاد الطفل على السلوك الصحيح والمشاركة مع الأطفال.

ثانياً: نرفع عدد الأطفال إلى ٣ أو ٤

ونعلّمهم ( الانتظار، تبادل الأدوار، عمل طابور، المشاركة، ونقوم بتنظيم الحلقة مسبقاً بالأنشطة على سبيل المثال سنبدأ بلعب المكعبات ثم الأكل ثم الأرقام ثم …).

نعطي الطفل درس مع عدد بسيط من الأطفال ومكان بسيط أيضاً يألفه الطفل في المرحلة الأولى على سبيل المثال منزله وفي هذه المرحلة ننصح الأم بالبحث عن أشخاص لديهم أطفال مشابهين لوضع طفلها من الأصدقاء أو المعارف، يجب على الأم أن تكون الطرف الأقوى وتساعد في موضوع الدمج بشكل كبير، عن طريق إحضار هؤلاء الأطفال لعمل الدرس والحلقة مرة في منزلها ومرة في منزل طفل آخر وهكذا.

وأثناء جلسات الدمج يجب دائماً تعليم المهارات الأساسية التي تم ذكرها وعمل العديد من الأنشطة الجماعية من تلوين، حروف، أرقام، مكعبات وغيرها..

ثالثاً: عندما يصبح الطفل معتاد على وجود هؤلاء الأطفال وصديق لهم، نزيد عدد الأطفال من حوله

نأخذ الطفل إلى أماكن وجود الأطفال في الملاهي أو الحدائق أو الأسواق لرؤية وجوه جديدة نصف ساعة يومياً على الأقل.

يجب المبادرة باتخاذ هذه الخطوة وعدم الشعور بالحرج من حالة الطفل، على العكس يجب على الأم مواجهة هذه المشكلة والعمل على حلها وعدم عزل الطفل بدافع الخجل من تصرفاته.

كلما كبر الطفل دون معالجة زادت حالته سوء وتراجع من الجانب الاجتماعي بسبب عدم الاختلاط.

مهما كان الطفل فائق الذكاء ويمتلك العديد من المهارات من الأرقام والقراءة والحروف… يجب تعريضه لمواقف اجتماعية بعيدة عن كونها فقط مع أخصائية وأفراد أسرة، الطفل بحاجة لمواقف كثيرة مع أشخاص آخرين ليندمج اجتماعياً.

رابعاً: يتم أخذ الطفل إلى المدرسة

ويتم ملاحظة تطور الجانب الاجتماعي لديه والقدرة على التواصل مع أطفال آخرين وعمل حلقات معهم في أكثر من مكان، وتعتبر هذه الخطوة مرحلة جديدة من التدخل، حيث يجب الاستعانة بالصور الخاصة بالقوانين، مثال نضع صورة للطفل على مقعده من الخلف وعلى طاولته لمساعدته على معرفة مكانه، وأيضاً نضع له صورة مكان وضع حقيبته.

هذه الصور تساعد على توجيه وتنظيم الطفل ومن خلالها يتعرف على مساحته المحددة. يمكن استخدام شريط لاصق لبعض الأطفال لوضع الصور ومساعدتهم في المرحلة الأولى.

يمكنكم تحميل ملف الصور بالضغط  هنا

تدريجياً يتم الاستغناء عن هذه الأمور عندما يصبح الطفل قادر على معرفة مكانه ومساحته.

خامساً: يجب العمل على موضوع تسلسل الأحداث في المدرسة

من غير المعقول أن يجلس الطفل وهو في فوضى دخول معلمة بعد معلمة دون معرفة ماذا يجري. الطفل في هذه المرحلة بحاجة لجدول خاص فيه لتجنب حدوث مشاكل ونوبات غضب، الموضوع مشابه تماماً لدخول الطالب إلى الجامعة للمرة الأولى لايعلم وقت المحاضرات وترتيبها ولا يعلم المطلوب منه.. هذا الطفل بحاجة لجدول بصري لترتيب الأحداث، لا يمكن الاعتماد على معالجة المعلومات السمعية فقط، من الممكن أن يكون الطفل في حالة توتر أو لديه صعوبة في معالجة المعلومات، أو لايعلم مفاهيم الزمن ( الآن – بعد قليل)، نضع بطاقات على الجدول البصري تحمل صوراً لمكعبات، أرقام، حروف، كتاب رياضيات، ساحة اللعب، قرآن، موسيقى… ونخبر الطفل أنه لدينا هذا وهذا.. وعلى سبيل المثال نحضر بطاقة تحمل الحروف العربية ونقول الآن وقت اللغة العربية. في هذه الخطوة يصبح الطفل على علم بنظامه ويصبح متجاوب وقادر على ترتيب الأحداث بشكل مستقل.

سادساً: إذا حصل نوبات غضب أثناء الدمج في المدرسة ماذا يجب أن نفعل؟

يجب أن نعلّم الطفل سلوك بديل للتعبير عن الأشياء التي تزعجه، على سبيل المثال إذا كان هناك صوت معين يزعج الطفل نعلّمه كيفية طلب سماعة أو طلب إيقاف هذا الصوت أو طلب الخروج للاستراحة (أخذ بريك). صورة البريك أو الاستراحة لهذا الطفل جداً مهمة بحيث إذا عانى من أي مشكلة يمكنه قول بريك للأم أو للمعلمة كفترة أولية، لأن هذا الطفل قد يعاني من مشكلات حسية أو نوبات غضب لايعلم كيفية التعبير عنها. عند حصول هذه المشكلة أو نوبة الغضب وطلب الطفل للبريك ، ندعه يذهب إلى الخارج لمدة دقيقة أو اثنتين ونحدد الوقت بالمؤقت (التايمر) وثم يعود إلى الصف بعد انقضاء المدة. ولكن بعد ذلك نحن المسؤولون عن تحديد البريك وليس الطفل، ونخبره عن طريق المؤقت أو الجدول أن في هذا الوقت لدينا بريك ونريه كيف الوقت يمضي بعد ١٠د أو ١٥د البريك.

لايوجد أي شيء عشوائي، بالخطوة السابقة نساعد الطفل على الانضباط وانتظام وقت نومه وغيره.

سابعاً: عدم ترك الطفل يجلس وحيداً

بل نحفز الآخرين ونشجعهم على مشاركة الطفل واللعب معه أو مساعدته وهي من الخطوات المهمة في عملية الدمج، ( مثلاً هيّا نلعب مع صديقنا كرم). وأيضاً بتطبيق هذه الخطوة سنجعل من الأطفال الآخرين الذين لا يعانون من أية مشاكل أطفال لديهم صفات إيجابية مستقبلاً بموضوع التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم. سيتم مساعدة طفل التوحد وسيتم إعطاء مسؤولية و استقلالية في هذا الموضوع للطفل الآخر . وأيضاً يجب علينا حث طفل التوحد وإجباره على التواصل مع الآخرين ولكن بطريقة منظمة وعملية. على سبيل المثال إذا أعطيت طفل التوحد ورقة للتلوين أعطي صديقه الآخر الألوان وهنا سنحفزه على طلب الألوان من صديقه ونساعده ليطلبها بكلمة أو جملة أو إشارة أو صورة، هكذا نساعد الطفل على الاندماج بوضعه بمواقف مع أصدقائه ونجعله يطلب منهم الأشياء مما يزيد التواصل. لاننسى موضوع المقصف المدرسي وتعليم الطفل موضوع البيع والشراء أيضاً يساعد بشكل كبير في الأمور الحياتية.

 

مقالات سابقة:

  • كيف نتعامل مع سلوك الهروب لدى الأطفال؟
    تجدون الإجابة هنا
  • هل تعاني من انتقائية الطعام لدى طفلك؟
    تجدون الإجابة  هنا

Comments (3)

Comments are closed.