إن قلة التواصل البصري هي سمة معروفة لأطفال التوحد يعاني الكثير من المصابين بالتوحد من صعوبة في النظر إلى عيون الناس. ومع ذلك، فإن قلة التواصل البصري لا تعني دائمًا أن الشخص مصاب بالتوحد.
يعد عدم التواصل البصري أحد المعايير العديدة التي يستخدمها مقدمو الخدمات الطبية لتشخيص مرض التوحد. نظرًا لعدم وجود اختبارات جسدية لمرض التوحد، فإن التشخيص يعتمد على مراجعة السلوكيات والصفات.
وفقا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي ، فإن أحد أعراض التوحد هو الاختلافات في استخدام السلوكيات غير اللفظية المتعددة مثل:
- نظرة العين إلى العين
- تعابير الوجه
- وضعية الجسم
- إيماءات لتنظيم التفاعل الاجتماعي
ومن المعايير الأخرى المستخدمة لتشخيص التوحد ما يلي:
- الافتقار إلى التبادل الاجتماعي والعاطفي (التبادل المتبادل للمدخلات والاستجابات)
- نقص التواصل غير اللفظي (بما في ذلك تعبيرات الوجه)
- عدم القدرة على تطوير العلاقات أو الحفاظ عليها أو فهمها، وغالبًا ما ينظر إليها الآخرون على أنها لامبالاة أو عدم اهتمام
الأشخاص المصابين بالتوحد لا يتوافقون مع التوقعات العصبية، إلا أنهم يختلفون فقط عن الأشخاص الطبيعيين اختلاف فقط يجب علينا مساعدتهم واحتواءهم
الأطفال المصابين بالتوحد:
- ليس لديها الدافع الاجتماعي المعتاد الذي يدفع الأطفال الآخرين إلى التواصل البصري
- تجد صعوبة في التركيز على اللغة المنطوقة وعلى عيون شخص آخر في نفس الوقت
- قد لا يفهم كيف يجب عليه أن ينظر لأي عضو ، على سبيل المثال، مراقبة فم ذلك الشخص أو يديه
- يمكن أن يجد الطفل أن التواصل البصري بمثابة تجربة حسية مكثفة للغاية
يقول البالغون المصابون بالتوحد أن الاتصال بالعين مؤلم
تظهر الأبحاث الإضافية أن البالغين المصابين بالتوحد غالبًا ما يعانون من عدم الراحة الجسدية عند الاتصال بالعين ووجدت الدراسة أيضًا أن العديد من الأشخاص المصابين بالتوحد يجدون التواصل البصري عدوانيًا ومشتتًا ومربكًا. يجب أن يقتصر التواصل البصري المُبلغ عنه على العلاقات الحميمة والأشخاص الموثوقين.
علاوة على ذلك، لاحظ مؤلفو الدراسة أن البالغين المصابين بالتوحد غالبًا ما يجدون صعوبة في معالجة المعلومات اللفظية عند التواصل البصري. وبعبارة أخرى، فإن نقص التواصل البصري لا يعني أن الشخص المصاب بالتوحد لا ينتبه
إن إجبار الشخص المصاب بالتوحد على الحفاظ على التواصل البصري يمكن أن يؤدي في الواقع إلى إبعاد تركيزه.
قال معظم البالغين في الدراسة إنهم يفهمون أن المجتمع يعتبر التواصل البصري مهمًا. ومع ذلك، فقد أعربوا عن ارتباكهم بشأن مقدار التواصل البصري المناسب. يستخدم العديد من الأشخاص استراتيجيات لتزييف الاتصال البصري، مثل النظر فوق عيني الشخص مباشرة.
لماذا يصعب على ابننا (12 عامًا والمصاب بالطيف) التواصل البصري. ما الذي يمكننا أن نفعله – وما الذي لا ينبغي لنا أن نفعله – لتشجيع هذه المهارة الاجتماعية المهمة؟
لماذا يعد التواصل البصري مهمًا؟
من ناحية، نحن نعلم أن الاتصال البصري يساعد الأشخاص على إيصال اهتمامهم إلى شريك المحادثة. من المهم أيضًا إيصال الاهتمام بالتفاعل الاجتماعي مع شخص ما. في كثير من الأحيان، نحتاج إلى الحفاظ على التواصل البصري من أجل التقاط الإشارات الاجتماعية المهمة من الأشخاص الآخرين والاستجابة لها. وبطبيعة الحال، فإن الفشل في التواصل البصري يمكن أن يساء فهمه من قبل الآخرين على أنه عدم اهتمام أو عدم اهتمام.
عندما يكون التواصل البصري مرهقًا
من ناحية أخرى، يعتبر التواصل البصري أمرًا مرهقًا للغاية بالنسبة لبعض الأشخاص المصابين بالتوحد. هناك العديد من الكتب والمقالات التي كتبها بالغون مصابون بالتوحد والتي تصف الضغط الرهيب الذي شعروا به عندما حاول الآباء والمعلمون ذوي النوايا الحسنة إجبارهم على التواصل البصري أثناء المحادثات. وفي كثير من الحالات، يصفون أنهم أصبحوا مشتتين أكثر وغير قادرين على التركيز على المحادثة بسبب هذا الإصرار.
لقد تعلمنا أيضًا من هؤلاء الافراد الرائعين أنه – عندما يمنحهم الآخرون مساحة للتواصل بطريقة أكثر راحة (دون الاتصال بالعين) – يمكنهم المشاركة في المحادثات والمشاركة في المدرسة والعمل والتفاعلات الاجتماعية بشكل جيد.
هل يجب أن نجبر الاتصال البصري؟
فهل ينبغي لنا أن نصر على التواصل البصري مع أولئك الذين يجدون ذلك غير مريح؟ كما هو الحال مع العديد من الأسئلة المعقدة، ربما تكون الإجابة الأفضل هي “يعتمد الأمر على ذلك”.
أولاً وقبل كل شيء، نحن نشجعك على البدء باستكشاف ما تعنيه هذه المشكلة بالنسبة لابنك. كيف يؤثر التواصل البصري على ابنك؟ هل يساعده ذلك على الانتباه للمحادثة أم يزيد الأمر صعوبة؟
طرق بديلة للإشارة إلى الاهتمام
ربما يكون التواصل البصري مرهقًا جدًا لابنك لدرجة أنه لا يولي اهتمامًا كبيرًا عندما تطلب ذلك. ومن المناسب في هذه الحالة أن تبحثي عن طرق بديلة ليشير ابنك للآخرين إلى اهتمامه بهم واهتمامه بهم.
على سبيل المثال، يمكنك شرح أهمية الإشارة إلى اهتمامه بطريقة غير لفظية ومن ثم عرض
بعض هذه الخيارات:
- اقترح على ابنك أن يظهر اهتمامه من خلال مواجهة الشخص بشكل كامل والبقاء على مسافة محادثة. يتضمن ذلك العمل على التخلص من أي ميل للتجول في منتصف المحادثة.
- ساعدي ابنك على تعلم بعض التعليقات المناسبة اجتماعيًا التي يمكنه استخدامها للإشارة إلى اهتمامه. على سبيل المثال: قول “نعم” أو “حسنًا” أو حتى “هممم”. من المهم مساعدته على فهم أن هذه التعليقات الصغيرة يجب أن تأتي عندما يتوقف الشخص الآخر – وليس أثناء حديثه. يمكن لكما التدرب على التوقيت معًا.
- قد يقول ابنك لشخص ما: “أنا منتبه على الرغم من أنني لا أنظر إليك”.
علامات يجب عليك تشجيع التواصل البصري
وفي الوقت نفسه، رأينا أن التواصل البصري يحسن الانتباه بشكل واضح لدى العديد من الأطفال المصابين بالتوحد. إذا لاحظت أن ابنك لا ينتبه إلا إذا كان يتواصل بالعين، فإن تشجيع هذه المهارة قد يكون مهمًا لنجاحه واستقلاله في الحياة.
قد تكون الخطوة الأولى نحو تحفيز التواصل البصري هي التوقف مؤقتًا قبل الرد على ابنك. فإذا سألك سؤالاً أو طلب شيئاً، توقفي قبل الرد عليه أو عرضه عليه. قد يكون هذا كافيًا لجعله ينظر في اتجاهك لمعرفة ما إذا كنت قد سمعته أم لا. عندما يفعل ذلك، استجب له على الفور وامدحه على التواصل البصري.
يمكن أن يكون هذا بسيطًا مثل قول “أنا أحب الطريقة التي تنظر بها إلي” أو ببساطة “مظهر جميل”.
بعد ذلك، عليك زيادة مدة اتصاله بالعين. اطلب منه الحفاظ على التواصل البصري معك والانتظار بضع لحظات قبل إعطائه ما يريد. خلال هذه الوقفة، يمكنك أن تخبريه كيف أن تواصله البصري يشجعك على الاستجابة لطلباته.
يمكن أن تكون الاهتمامات الخاصة لطفلك طريقة أخرى لتشجيع التواصل البصري. هل يحب ابنك التحدث عن عرض معين أو مجموعة خاصة لديه؟ هل من المرجح أن ينظر إليك عندما تتحدثين معه عن هذه المواضيع؟ هذه طريقة رائعة لتشجيعه.
بالطبع، ربما لا يقوم ابنك بالتواصل البصري بشكل كافٍ حتى تتمكن من تعزيزه بشكل منتظم. في هذه الحالة، يمكنك تجربة بعض الاستراتيجيات “للفت انتباهه”. يمكن أن يكون هذا واضحًا مثل استخدام الدعم البصري (الصور )
تشير الأبحاث – وخبرتنا السريرية – إلى أن العديد من الأطفال المصابين بالتوحد يستجيبون بشكل أفضل للإشارات البصرية مقارنة بالتوجيهات المنطوقة. يمكن أن يكون الدعم المرئي مفيدًا بشكل خاص في تعزيز التوقعات. في هذه الحالة، يمكنك استخدام صورة العين أو كلمة “نظرة” مكتوبة على البطاقة
أنشطة تساعد طفلك على التواصل البصري
تلوين الوجه
الرسم على الوجه يجعلك تقترب جسديًا من طفلك، مما يشجع على التواصل البصري. يمكنكم التناوب ورسم وجوه بعضكم البعض والمشاركة في المحادثة مع الحفاظ على التواصل البصري المستمر.
ملصقات (على الوجه)
إن استخدام الملصقات على الوجه سيعطي طفلك سببًا للنظر إليك، وبالتالي يشجع التواصل البصري تلقائيًا. عادة ما يستمتع الأطفال بالنظر إلى الوجوه التي تحتوي على شيء جذاب.
ألعاب تتطلب تبادل الأدوار
أي لعبة مفضلة لطفلك لا تعطي الطفل دوره ألا عندما ينظر لك
المرجوحة
تساعد الأراجيح في تعزيز التواصل البصري. حاول الوقوف أمام طفلك عندما يكون على الأرجوحة وناديه عند إيقافه أو دفعه.
صنع وجوه مضحكة
إن صنع وجوه مضحكة يمكن أن يجذب انتباه طفلك بسرعة ويساعده في الحفاظ على التواصل البصري. حاولي صنع وجوه مضحكة مختلفة لتشجيع طفلك على النظر إليك.
لعبة الغطاء (شالة أو قطعة قماش)
في المرحلة الأولى، تضع الأم الغطاء على وجهها وتكون أمام الطفل، ثم تسحب الغطاء عن وجهها أو تقوم بإظهار وجهها مرة من جهة اليمين ومرة من جهة اليسار مع إصدار أصوات (نوو نوو ..)أو الغناء مما يجعل الطفل يستمتع ويضحك مع الأم.
وفي المرحلة الثانية، تضع الأم الغطاء على وجهها ثم تقوم بسحبه قليلاً أو إبعاده تدريجياً، وسيقوم الطفل بسحبه بشكل كامل ثم تصدر الأم الأصوات وتضحك مع الطفل وتدغدغه لزيادة المتعة وزيادة التواصل البصري، وإذا كان الطفل لديه طيف توحد يجب تدريبه للقيام بهذا الأمر.
وفي المرحلة الثالثة: تضع الأم الغطاء أمام الطفل وهو من سيقوم بسحبه لوحده وستكرر الأصوات والدغدغة… وتقوم الأم بالتنويع بالجلوس على اليمين أو على اليسار أو تقوم بزيادة المسافة لزيادة التواصل البصري أكثر.
لعبة البطانية
فكرة جميلة خصوصاً للأطفال المحبين للأرجحة، في المرحلة الأولى، تأتي الأم ببطانية تحمل وزن الطفل وتمسك بها من طرف والأب من الطرف الآخر ويتم وضع الطفل فيها وأرجحته ومن الممكن الغناء مما يجعله يضحك وينظر للأم والأب.
في المرحلة الثانية، يتم وضع الطفل في البطانية ولا يتم أرجحته إلا إذا نظر للأم أو الأب أو ضحك معهم أو أعطى ردة فعل لأرجحة البطانية. وفي المرحلة الثالثة، تمسك الأم البطانية وتتنقل بها من مكان لآخر مع الطفل وتقول للطفل بالنظر إليه هيا امشي مما يجعله ينظر إليها ويتواصل بصرياً وإذا توقف عن التواصل البصري تتوقف الأم عن المشي حتى يحدث التواصل مرة أخرى مما يؤدي إلى زيادة التواصل البصري تدريجياً.
لعبة نو نو
فكرة بسيطة عن طريق إحضار أي غطاء محبب للطفل تضعه الأم من طرف فوق رأسها والطرف الآخر فوق رأس الطفل، تتواصل الأم مع الطفل تحت الغطاء (هيا نلعب نو نو ) وتفعل حركات وتغني معه وغيرها وتعد ١ ٢ ٣ وتسحب الغطاء عن رأسهما. تقوم الأم بزيادة المدة تدريجياً لتزيد مدة التواصل البصري. يجب مراعاة شعور الطفل أثناء هذه اللعبة حيث أن بعض الأطفال يشعرون بالخوف لذلك يتم تبديل هذه الفكرة بأخرى.