Maharat-RT

Posted by: رهف الترزي

فرط الحركة ونقص الانتباه والمفاتيح الأساسية للتطور السريع

فرط الحركة ونقص الانتباه اضطراب منتشر بشكل كبير عند الأطفال. للتوضيح أكثر ممكن أن يعاني الطفل مما يلي ويكون (انفعالي و اندفاعي، غير قادر على ضبط نفسه، يتحرك كثيراً، غير قادر على الجلوس، لايمكنه الصبر، لايمكنه الاستجابة لتعليمات معينة خلال اليوم). مثلاً إذا طلبت الأم شيئاً من هذا الطفل يبدأ بالصراخ ويدخل بنوبة غضب للتهرب. لذلك يوجد عدة أمور مهمة للتعامل مع هؤلاء الأطفال ومساعدتهم والعمل على تطورهم.

أولاً: النظام والقوانين

موضوع النظام والقوانين مهم لكافة المراحل العمرية، ويجب أن يفهم الطفل معنى النظام منذ الصغر ليألفه ويعتاد عليه في الكبر. تبدأ هذه القوانين من المراحل الأساسية للطفل وبما يكون مناسب لعمر الطفل ومرحلة الطفولة. لايمكن ومن غير المعقول أن نطلب من الطفل أو نحملّه مهام لايقدر عليها وتخص مرحلة متقدمة من العمر. بل يجب أن نعطيه مهام أساسية ونساعده على الالتزام بها ومن ثم مكافأته على ذلك. على سبيل المثال، عندما يستيقظ الطفل يجب أن (يرتب سريره ثم يدخل الحمام يفرش أسنانه ثم يبدل ثيابه ..) وهو بالطبع في مرحلة قادر على فعل هذا الشيء وفهم أن هذه قوانين أساسية يجب الالتزام بها خلال اليوم.

ثانياً: تقديم المساعدة

يحدث عادةً أن الأم تطلب من الطفل شيء لفعله ولكن الطفل يريد التهرب ويدخل في نوبة غضب ويبدأ بالصراخ أو يضرب رأسه ليشكّل ضغط على الأم لتتركه ويستمر بحياته دون نظام. لا يجب ترك حرية التصرف للطفل فيما يريد، بل يجب مساعدة هذا الطفل على الالتزام بالقوانين وذلك عن طريق عرض هذه القوانين أمامه ومساومته عليها، ويتم ذلك عن طريق وضع نشاط محبب مع نشاط غير محبب. فإذا كان الطفل يكره تفريش أسنانه مثلًا نجري معه حوار هل تريد سماع أغنيتك المفضلة؟ يرد الطفل بحماس نعم أريد، نفرش الأسنان أولاً ثم نسمع الأغنية المفضلة لديك. أمثلة أخرى: (ترتب السرير أولاً ثم نأكل الشوكلا، ترتب ألعابك في البداية ثم تذهب مع والدك…)كما ذكرنا نشاط مرغوب مع نشاط غير مرغوب يعد تكنيك فعّال جداً. ويجب أن يكون لدى الطفل أشياء مرغوبة ومحببة خلال يومه يفعلها. من غير المعقول أن يتناول الطفل وجباته المفضلة ويلعب بجميع الألعاب ويمارس الأنشطة التي يريدها دون مقابل ودون تعب، بل يجب أن يدرك الطفل مبدأ فعل شيء مقابل الحصول على شيء آخر (أخذ وعطاء) لمساعدته على الانضباط وعدم سوء حالته أكثر. وإذا تهرب الطفل ورفض الاستجابة نقدم له المساعدة باستخدام استراتيجيات التلقين والتي تبدأ بالمساعدة بمسك اليد كلياً ويتم سحبها تدريجياً إلى حين يتعلم الطفل. يجب عرض المهمة للطفل وتفصيلها ومساعدته في إتقانها في البداية حتى يتم سحب المساعدة نهائياً بعد الإتقان. الاستمرار مع الطفل بهذا الشكل يساعد على تطوره وإدراكه أنه مهما فعل سلوكيات للتهرب من المهمة لن يؤثر على ضرورة قيامه بها.

ثالثاً: الأنشطة الحركية

الطفل الذي يعاني من فرط الحركة يكون نشيط ولا يستطيع التوقف عن الحركة وكل ما استطعنا جعله منشغل بأنشطة حركية خلال يومه كل ما زاد تركيزه واستطاع السيطرة على غضبه وعلى نفسه. لذلك خلال اليوم يجب وضع أنشطة حركية للطفل تساعده على التركيز؛ يمكن وضع ألوان و أشكال هندسية على الأرض أو أرقام وكلمات وحروف وثم نعطي الطفل فيها أوامر حركية سهلة وتدريجياً نزيد من صعوبتها(هيّا اقفز على الأحمر ثم الأصفر، هيّا اقفز على المثلث ثم المربع، اقفز ١٠ مرات ثم استدر ٣ مرات، قف على اللون الأحمر ثم على المثلث الأبيض…). تقديم هذه الطريقة تدريجياً حسب قدرة الطفل تساعد على زيادة تركيزه عن طريق معالجته للمعلومات الكثيرة. هناك العديد من الأنشطة الحركية التي يمكن توفيرها للطفل كاللعب بكرة السلة وكرة المضرب، لعبة القفز (ترامبولين)، حبل القفز…

رابعاً: القصص الاجتماعية

قد يكون الطفل قادر على معالجة المعلومات دون مشاكل ولكنه اندفاعي وغير قادر على الانضباط. تساعد القصص الاجتماعية في تطور الطفل بشكل كبير، فإذا أساء الطفل التصرف في موقف اجتماعي ما على الأم تصوير هذا الموقف على عدة أحداث معينة في المنزل ويمكن تصوير أفراد الأسرة يقومون بنفس الموقف لمساعدة الطفل على فهم السلوك وتعديله. تجلس الأم إلى جانب الطفل وتروي القصة له عن طريق صور إخوانه والتي تتضمن التصرف الصحيح (عندما يكون في المنزل زائر: نرتب المكان، نرتب أنفسنا، نجهز الضيافة، نجلس بشكل مؤدب، لانصدر أصوات، لا نضرب أحد… وعندما تنتهي الزيارة وانت ملتزم بهذه الأشياء سيتم مكافأتك) ويمكن أن يتم الموقف الاجتماعي عن طريق حدث تمثيلي من قبل أفراد الأسرة لمساعدة الطفل على التعلم والتركيز والتفاعل.

خامساً: الانتظار

كما ذكرنا بعض الأطفال اندفاعيين وغير صبورين ويجب كبداية تعليمهم الانتظار والعد قليلاً للحصول على شيء يريدونه أو بعد الانتظار لعدة دقائق. على سبيل المثال، كبداية طفل يريد الشوكولا نجعله يعد للعشرة للحصول عليها (١، ٢، ٣، ٤، ٥ …) بعد الانتهاء من العد يحصل عليها. في المرات المقبلة نجعله ينتظر لدقائق معينة على الهاتف ثم نعطيه مايريد. بعدها يجب أن نضع الطفل في طابور (line) مع أطفال آخرين ليتعلم انتظار دوره ويضبط اندفاعيته. عندما يأتي أصدقائه إلى المنزل للعب معه دعيه ينتظر ويعد ليأتي دوره ويلعب بالكرة بعد صديقه مثلاً.
في الختام، عندما يصبح الطفل قادر على ضبط نفسه، انتظار دوره، القيام بمهامه، معرفة القوانين الاجتماعية عن طريق القصص. أيضاً من المهم أن يحصل الطفل على مكافآت خلال اليوم ليبقى الطفل متحمس على الالتزام. سيكون الأمر في البداية صعب ولكن لاحقا سيصبح الطفل منضبط وملتزم ويعتاد على القوانين باستخدام هذه الاستراتيجيات المهمة.

للاستزادة يمكنكم مشاهدة الفيديو التالي ومتابعة قناتي على اليوتيوب:

مقالات سابقة:

  • كيف نتعامل مع مشاكل الدمج عند أطفال الحالات الخاصة وطيف التوحد وكيف نعالجها؟
    تجدون الإجابة هنا
  • ما حل مشكلة النوم لدى طفل طيف التوحد؟
    تجدون
     الإجابة  هنا

Comments (3)

  • حيدر اثير

    ماهي انسب النشاطات لطفل عمره سنتين واربع اشهر.. مع العلم من خلال متابعتكم على اليوتيوب وصلنا انه لديه تواصل بصري وتمييز.. لكنه لا يرد على اسمه دائما ولديه حصيله لغويه نادرا ما يستخدمها ولا يكون جمله

    مايو 21, 2022 at 8:48 م
  • عائشة

    استاذة رهف الله يسخر لك الارض ومن عليها ♥️

    مايو 22, 2022 at 12:43 م
  • المعالج النفسي والعاطفي محمد صيام

    شكرا …كل الاحترام والتقدير…مقال غني جدا

    مايو 24, 2022 at 9:51 ص

Comments are closed.