Maharat-RT

Posted by: رهف الترزي

التعامل مع أطفال طيف التوحد (الجزء الثاني):

في الجزء الأول تم الحديث عن كيفية التواصل مع الطفل في بداية التشخيص، كيف يتم تخفيف انعزاليته وكيف نتعامل معه خلال اليوم ومساعدته على فهم بيئته حتى يكون قادر على إعطاء استجابات دون نوبات غضب.

في المرحلة الثانية يتم بدء تدريب الطفل على مهارات أساسية لمرحلة التدخل المبكر 

أولاً/ التواصل البصري عن طريق اللعب:

لأن التواصل البصري والنظر إلى الأشخاص والأشياء يعد بمثابة مدخل لتعليمه أشياء أخرى مثل تعليمه الاستجابة للتعليمات البسيطة ومعالجتها.

 

ثانياً/ الجلوس على الكرسي:

موضوع الجلوس على الكرسي يساعد الطفل على التركيز بشكل أكبر.

يتم تدريبه على الجلوس عن طريق اللعب بالأشياء المحببة وليس بالإجبار أو العقاب. نضع اللعبة المفضلة على الطاولة ويجلس على الكرسي للعب بها ويتم زيادة المدة تدريجياً حتى يبدو قادر على التدريب على أشياء أخرى.

فنجعل من الأشياء المحببة مدخل للجلوس والتدريب دون نوبات غضب ومن ثم تدريبه على الاستجابة للتعليمات في مكان التدريب و في الحياة اليومية.

ثالثاً/ مهارة الطلب:

من المهم جداً تعليم الطفل كيفية طلب الأشياء التي يريدها لتجنب حدوث نوبات الغضب عند عدم قدرته على التعبير .

فإذا كان الطفل غير قادر على الطلب عندما يريد الطعام ستحدث لديه نوبة غضب وكذلك الأمر عندما يريد اللعب والتلوين .. وذلك كله بسبب صعوبة التواصل.

بعض الأطفال ناطقين وبعضهم غير قادر على الكلام فمن المستحيل مساومة الطفل على الكلام إذا لم يكن مهيأ لهذه المرحلة، لأن بعض الأطفال غير قادر على إصدار أصوات حتى فكيف سيتم مساومته لنطق كلمة كاملة؟!

نرى ماهي الطريقة المناسبة لوضع الطفل ونجعل منها وسيلة للتواصل، على سبيل المثال بعضم يطلب عن طريق الإشارة وبعضهم الكلام وبعضهم عن طريق الصور أو تطبيقات الكترونية.

فموضوع التواصل عند الأطفال يعتمد على حالة الطفل وقدراته، لذلك يجب إدراك هذا الامر قبل حدوث نوبات غضب وذلك بمساعدة أخصائي سلوك وأخصائي نطق.

الطفل الناطق يمكن مساومته “قل تلفون” وعندما يقولها يأخذ لأنه قادر على تقليد الكلام أما إذا كان لايستطيع تقليد الكلام نبحث عن وسيلة أخرى للتواصل مناسبة له وندربه على التقليد.

رابعاً/ إعطاء التعليمات:

بعد إتقان التواصل البصري  والجلوس على الكرسي وقدرة الطفل على التفاعل والاندماج مع المدرب أو الأم تخف نوبات الغضب بدرجة كبيرة.

لذلك عند الانتقال لمرحلة التعليمات يجب البدء برفق مع الطفل وعدم إعطاءه كم هائل من الأوامر” افعل، اكتب، البس، أغلق، سمي، ركب…” بشكل متسلسل لأن إعطاء الأوامر بهذه الطريقة مرفوض من قبل الكبار أيضاً.

والطريقة الصحيحة أن نبدأ إعطاء الطفل الأوامر والتعليمات خلال السياق اليومي، عندما يريد الأكل “هيا افتح باب المطبخ”، “افتح البراد”، “اجلب الحليب، اسكب الحليب”،” أحضر الملعقة” وهكذا.

من خلال البدء تدريجياً بالسياق اليومي يتم الأمر، ومع تقديم المساعدة بالمراحل الأولى عن طريق مسك يده وإرشاده وعدم استخدام الصوت المرتفع، لأنه من الممكن أن يصبح الطفل لا يستجيب إلا عند الصراخ ومن الممكن أن يتجاهل ويقطع العلاقة مع الشخص الذي أمامه بسبب الخوف.

أطفال طيف التوحد فاقدين الشغف والرغبة في العديد من الأشياء لا يتأثرون ببعض الألعاب و الأطعمة والمشروبات، لذلك يجب إيجاد أسلوب لجذبهم وإعادة الرغبة لهم ومساعدتهم وعدم تعنيفهم.

أي شخص لديه مشكلة واجبنا اتجاهه مساعدته على حلها، وكذلك هؤلاء الأطفال لهم حق علينا بتقديم المساعدة لهم.

خامساً/مهارات رعاية الذات:

يجب الإهتمام بجانب رعاية الذات لدى الطفل مثل أن يأكل ويشرب وحده، يذهب للحمام وحده، يرتدي ويخلع ملابسه..

وذلك عن طريق المساعدة وتحليل المهمة (تم ذكره سابقاً في قناة اليوتيوب الاخصائية رهف الترزي).

 

ملاحظة هذه المهارات لا تغني عن تدخل الاخصائيين و المراكز و لكن توجه الاهل في بداية التدخل مع الطفل.

سادساً/ إشغال الطفل:

يجب ملئ وقت الطفل وإشغاله لكي لا يقوم بأشغال نفسه بسلوكيات غير مرغوبة ، إشغاله بالألعاب والأنشطة واللعب الصحيح بدلاً من اللجوء لسلوكيات أخرى كالدوران والرفرفة والانتقال من مكان لمكان آخر…

وإذا كان ليس للطفل رغبة باللعب أو ليس لديه مهارات لعب ، يجب علينا مساعدته وتدريبه على مهارات اللعب  بشكل صحيح.

نحضر له ألعاب لا تتطلب جهد كبير حتى لاتكون بمثابة عقوبة له مثل: لعبة ألوان، لعبة أصوات، لعبة أضواء، كرة تدخل من مكان تخرج من آخر، ألعاب تدور، سيارات تصدر صوت وضوء…. سيلعب الطفل بها من الممكن ثوانٍ ثم ستزيد المدة تدريجياً.

ومن الممكن اللجوء للألعاب الحركية كالدغدغة، مسك الطفل وعناقه ورفعه، أخذه للحديقة، اللعب معه بالماء أو الرمل.. يجب إيجاد شيء يرغبه الطفل ونجعل منه مدخل نعلمه من خلاله الجلوس، التقليد، التواصل، الاستجابة للتعليمات..

 

وقد لا يعطي الطفل تجاوب من أول أسبوع أو شهر  المدة تعتمد على حالة  كل طفل بشكل فردي وقدراته فبعضهم يحتاج أيام وبعضهم شهور .

سيتم رؤية نتائج بشكل حتمي  لأن تحليل السلوك التطبيقي مثبت علميأ مع أطفال التوحد بالأبحاث ولكن يجب التحلي بالصبر وتطبيق برنامج واضح لرؤية النتائج و التعاون مع الاخصائيين .

والأهم من هذا رؤية طفل سعيد مستمتع أثناء التدريب بأقل مستوى للتوتر و القلق و حدوث نوبات الغضب التي تعيق عملية تعلمه.

 

مقالات سابقة:

  • ما هي الإيكوليا أو المصاداة ؟
    تجدون الإجابة هنا
  • التطور اللغوي لدى الأطفال بحسب العمر ؟
    تجدون الإجابة  هنا