انتقائية الأكل عند أطفال طيف التوحد
تعود هذه الانتقائية لعدة أسباب:
١- أسباب طبية كالتهاب في اللثة أو فطور في الفم أو مشكلة في البلع أو إمساك في المعدة يجب مراجعة الطبيب للتأكد منها.
٢- مشاكل حسية تعود لرغبة الطفل بأكل طعام له ملمس أو طعم محدد مثلاً نوع معين من الصوص على الطعام كالكاتشب، أو أن يكون الأكل مالح أو حامض أو حالي، أو ملمس الطعام أحياناً هش أو كرانشي قد يشكل هذا النوع من المشاكل.
أيضاً رائحة أو شكل الطعام وتقديمه يجعله يرفض هذا الطبق.
٣-أسباب سلوكية عدم قدرة الأطفال على تجريب أصناف جديدة من الأطعمة أو تقبّلها و الاعتياد على اطعمة معينة وروتين معين لا يستطيع تغييره وهنا نعالج المشاكل بشكل تدريجي عن طريق التشكيل التدريجي للسلوك و التعزيز .
يجب على الأمهات أن تدرك أن هذا الموضوع ليس حرباً مع الطفل كونه لديه اضطراب، ولايجب حرمانه أو تعنيفه بسببه، فمن الممكن حدوث مشاكل صحية مع الطفل تؤدي به إلى المستشفى وفي النهاية عدم استجابته ورفض الطعام المقدم له .
وأسلوب الحرمان أو التعنيف أسلوب غير صحي بل يجب اتباع مايسمى أسلوب التشكيل، وهو أسلوب مفيد لتعليم الأطفال تجريب أصناف جديدة دون حدوث نوبات غضب تؤدي لاضطراب علاقة الطفل مع أهله، والتي ممكن أن ينتج عنها حدوث مشاكل صحية لدى الطفل.
وسنطرح لكم خطة سلوكية للطعام بخطوات مبسطة:
أولاً: يجب تدوين الأكل المهم عند الطفل والذي له أولوية في حياته
على سبيل المثال الطفل يحتاج لغذاء صحي متعارف عليه في ثقافته ومنزله تقوم به الأم على الدوام، وليس من الأولوية للطفل أن يأكل جميع أصناف اللحوم والبصل والثوم وغيرها.
ثانياً: يجب البدء مع الطفل تدريجياً
حيث من المهم أن يعتاد الطفل على شم رائحة أصناف عديدة من الطعام في صغره، حتى إذا كان طفل توحد يجب علينا المبادرة بجعله يتذوق مرات عديدة ويرى أصناف كثيرة حتى وإن لم يرغب هذا الصنف. تكرار التجربة مهم للطفل حتى يبدأ بالاعتياد على شكل ورائحة وطعم الصنف الآخر وحتى لونه.
ثالثاً: على سبيل المثال وجبة الطفل المفضلة كل يوم هي المعكرونة
وأرادت الأم إدخال الرز والدجاج لما تحتويه من عناصر أساسية ومفيدة لصحته. يجب على الأم زيادة عناصر الغذائية الأخرى التي يحتاجها جسد الطفل في الطبق مثل الكركم أو الخضروات أو أي إضافات صحية أخرى، بحيث كمية صغيرة تزود الطفل بعناصر مناسبة له. وبناء على الطفل وإرشادات أخصائي التغدية تعمل الأم على الموضوع.
رابعاً: عند البدء بالتدريب تضع الأم طبق الطفل المفضل (المعكرونة)
وبجانبه طبق يحتوي على كمية قليلة جداً من الطبق المراد التدريب عليه (رز ودجاج).
- في المرحلة الأولى، الطفل يرى الطبق ويتقبّل وجوده ويأكل فقط معكرونة، بعض الأطفال غير قادرين على ذلك ومن الممكن حدوث نوبات غضب أو إقياء بسبب رائحة الطبق الآخر.
- في المرحلة الثانية، أمام الطفل الطبقين، نعطي الطفل ملعقة معكرونة وثم بالملعقة ذاتها نرفع ملعقة رز ودجاج ونجعلها قريبة من الطفل دون أن يتذوقها فقط ليتقبّل الطفل أن ملعقته حملت صنفاً آخر ونكرر الخطوة ملعقة معكرونة ثم نرفع رز ودجاج..
- في المرحلة الثالثة، نعطي الطفل ملعقة معكرونة ثم ملعقة رز ودجاج تكون قريبة جداً من فمه وأنفه فقط ليشمها مع التكرار وممكن للمرحلة أن تأخذ ٣ أيام، بعد ذلك مع تبادل الأصناف نجعل ملعقة الرز والدجاج أقرب أكثر ليستطيع تذوقها قليلاً على الشفاه.
- في المرحلة الرابعة، عندما يكون الطفل في نهاية مضغ المعكرونة نضع له بعدها القليل من الرز والدجاج وبعدها نعطيه فوراً معكرونة بحيث لايشعر، ونكرر هذه الخطوة وهنا يبدأ الطفل بأكل الصنف ونبدأ بزيادة كميته تدريجياً.
- وفي المرحلة التي تليها يكون الطفل اعتاد على الصنف الجديد تدريجياً دون عراك معه، فنبدأ بإعطاءه ملعقة كاملة رز ودجاج ثم ملعقة معكرونة مع التكرار، وبعدها نبدأ ملعقتين رز ودجاج ثم ملعقة معكرونة ثم ٣ رز ودجاج وملعقة معكرونة، حتى يصبح ينهي وجبته الأساسية من الرز والدجاج وبعدها يأكل المعكرونة.
ونتبع هذا الأسلوب مع الأصناف الأخرى التي يرغبها كالشوكولا أو التفاح أو العصير .. بحيث تساعدنا على إدخال أصناف جديدة تحتوي على عناصر مهمة لنظام الطفل تدريجياً وبسهولة.
يمكن استخدام الجوال أو اليوتيوب في مساومة الطفل على مضغ لقيمات من الطعام غير المرغوب وتخفيف اليوتيوب تدريجياً ريثما يصبح مكافأة نهاية الجلسة ثم يتم الاستغناء عنه عند تعود الطفل على الطعام .
ولمتابعة المزيد يمكنكم مشاهدة الفيديو التالي:
مقالات سابقة: