Maharat-RT

Posted by: رهف الترزي

المهارات الحياتية لأطفال طيف التوحد والحالات الخاصة

تعد المهارات الاجتماعية والحياتية من أهم مايكتسبه أطفال طيف التوحد، والتي تساعد بشكل كبير على استقلالية الطفل نوعاً ما في أداء مهمات معينة و تحسين أداءه في المواقف اليومية وهذا ينعكس على محيط الطفل و عائلته، مثل: الذهاب للسوبر ماركت – ترتيب المنزل – تنظيف الملابس – الذهاب للحديقة.

اكتساب وتنمية هذه المهارات يساعد الطفل على الصعيد الذاتي والاجتماعي، فمن خلالها يصبح الطفل قادر على رعاية ذاته بحسب قدرته وتطور حالته ويصبح أيضا قادر على المشاركة والتفاعل مع الآخرين. يتم تبديل السلوكيات غير المرغوبة وتعليم السلوكيات المرغوبة عن طريق برامج وخطط ملائمة لحالة الطفل وقدراته بشكل يجعله قادر على تطبيق ما اكتسبه في الجلسات في واقعه الاجتماعي.

ويتم التركيز في المراحل الأولى على المهارات الحياتية والروتين اليومي بدءاً من المنزل (ترتيب الفراش، الدخول للحمام ، تنظيف الأسنان، ارتداء الملابس، إعداد الوجبات، غسل الأطباق…) إلى الأماكن العامة الأخرى (الكتابة والجلوس في المدرسة، اللعب مع الأطفال في الحديقة، الذهاب للتسوق، آداب الزيارة، آداب الحافلة، آداب المطعم….).
تعد هذه المهارات بمثابة لبِنات أساسية صغيرة توضع فوق بعضها البعض وبكثرتها وبتطبيقها تشكل داعم أساسي ومهم لصقل شخصية الطفل في المراحل القادمة من عمره.

فإذا تم العمل على بناء وتنمية هذه المهارات الحياتية في مرحلة الطفولة المبكرة وكلما كان التدخل في وقت مبكر من عمر الطفل كلما كان الوصول للهدف أسرع وهو استقلال طفل التوحد وبناء شخصيته والاعتماد على ذاته وتخفيف العبء على من حوله.
وسيحظى الطفل بحياة مستقلة ومريحة أكثر عند بلوغه سن المراهقة ومابعده وكذلك ظهور نتائج إيجابية في كل مرحلة. وأيضاً من مزايا اكتساب هذه المهارات عند أطفال طيف التوحد بمختلف حالاتهم القدرة على المشاركة الاجتماعية مع الآخرين على حسب الاستطاعة وأيضاً ملئ جدولهم اليومي ببعض النشاطات والتفاعل مع العائلة.

ويتم الاعتماد على أنشطة كثيرة تفيد في تعليم الطفل وإكسابه المهارات الرئيسية كالمساعدات البصرية من الجداول البصرية وصور وفيديوهات مصورة تمثل المهارة وأيضاً يمكن استخدام تسجيلات صوتية أو استخدام مجسمات والجلوس في المكان المناسب لاكتساب هذه المهارة والتدرب عليها.
ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن الأطفال حسب اختلاف حالاتهم تختلف مدة تدريبهم وإتقانهم للمهارة المطلوبة ولذلك يجب الإصرار والعمل والاجتهاد على اكتساب المهارة وتطبيقها في أكثر من مكان للمحافظة عليها وتعميمها وتثبيتها لدى الطفل. ويكون اكتساب هذه المهارات وتعميمها من أولويات المدرسة والمنزل فكلاهما يساهمات في صقل المهارة لدى الطفل فما يتعلمه في المنزل ينقله للبيئة الخارجية ومايتعلمة في الخارج ينقله إلى المنزل.
ومن بعض مايساعد على تنمية هذه المهارات ويساعد على اكتسابها هي استراتيجية chaining

هذا يعني تحليل المهمة وتقديمها بشكل مبسط للطفل ومايأتي مثال لتعليم الطفل المهارة
مهارة التسوق (روتين السوبر ماركت):

أولاً: يجب تحديد المهارة التي نريد تعليمها للطفل والتي هي (روتين السوبر ماركت).

ثانياً: يجب أن نحلل هذه المهمة إلى خطوات بسيطة متسلسلة

يسهل على الطفل تلقيها وتطبيقها، يمكن وضع الخطوات في كتيب مصور نأخذ صور واقعية من الانترنت ويمكن استخدام بطاقات مصورة صغيرة توضع بشكل متسلسل أو فيديو توضيحي للأحداث المتسلسلة للمساعدة أكثر.

مثال:

١- عندما ندخل للسوبر نأخذ عربة فوراً عند الدخول (وضع صورة عربة).
٢- يتم تزويد الطفل بالأشياء التي نريد إحضارها من السوبر ماركت (وضع صور للأشياء المراد إحضارها موز، دجاج، حليب، شيبس…).
٣- الذهاب للقسم المخصص لإحضار كل صنف منه (البراد نحضر منه الدجاج والحليب ، الرف نحضر منه الشيبسات، مكان مخصص لإحضار الخضار والفواكه…).
٤- عند الانتهاء نذهب لدفع الفاتورة بقائمة الأغراض التي تم إحضارها (صورة لمكان الحساب ).
٥- الوقوف والالتزام بالطابور للانتظار ودفع الحساب(صورة طابور).
٦- إخراج الأموال ودفع المطلوب (صورة أموال).
٧- أخذ الأشياء بالعربة إلى مكان السيارة (صورة للسيارة المركونة).
٨- وضع الأشياء في صندوق السيارة وإغلاقه(صورة لصندوق السيارة).
٩- إعادة العربة إلى مكانها المخصص بعد الانتهاء(صورة لمكان العربة).

ثالثاً: يجب تحديد الطريقة التي سيتم فيها عرض خطوات المهمة المحللة للطفل

هنالك ثلاث طرق فعالة لعرضها يمكن اختيار واحدة منها:
١- عرض المهمة الكلي
والذي بدوره تقوم الأم أو الأب بعرض جميع الخطوات على الطفل وتطبيقها مرة واحدة. ومكافأته على الالتزام.

٢- التسلسل من الخلف
ونعني به مساعدة الطفل في جميع الخطوات نقوم بالتلقين تقديم المساعدة لتطبيق جميع الخطوات  ماعدا الخطوة الأخيرة يفعلها الطفل لوحده و تدريجياً نسحب المساعدة من الخطوة التي قبلها نقدم المساعدة للخطوات ماعدا أخر خطوتين ثم الخطوة التي قبلها بنفس الطريقة  لنصل لمرحلة الطفل يطبق الخطوات من البداية للنهاية لوحده و المكافأة يأخذها نهاية الخطوة الأخيرة.

٣- التسلسل من الأمام
وبه يتم ترك الطفل يفعل المهمة الأولى لوحده  من البداية نخفف التلقين ليستقل بالمهمة الأولى و نعطيه مساعدة لباقي الخطوات ثم تدريجياً نسحب المساعدة من الخطوة الثانية ويقوم الطفل بعمل أول خطوتين ونساعده في باقي الخطوات ثم تدريجياً يقوم الطفل بعمل أول 3 خطوات للوصول للاستقلالية في المهمة ولا ننسَ استهداف الخطوة المحددة والتركيز عليها في التعليم و مكافأة الطفل وتشجيعه.

باستخدام إحدى هذه الطرق نجعل من كل خطوة معزز لأداء الخطوة التي تليها. ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن التعزيز في هذه المهمات يتم غالباً بإعطائه فور انتهاء الخطوة وقد نستخدم نظام النجوم بعد تجميع النجوم بناء على الخطوات يأخذ المكافأة أو يأخذ مكافأة بناء على عدد الخطوات التي يستقل فيها
ماسبق هو مثال واحد فقط على روتين واحد والذي يمكن الاستفادة منه للتدريب على عدة مهارات أخرى.
يجب أن نساعد أطفال طيف التوحد على اكتساب المهارات الحياتية والاجتماعية المهمة كالروتين الذي سبق ذكره (السوبر ماركت) وغيره من روتينات تساعده على حسن التصرف في المواقف و الاعتماد على ذاته.
لعرض أمثلة أخرى
ويمكنكم مشاهدة تعليم الطفل تنظيف الأسنان

مقالات سابقة:

  • كيف نتعامل مع مشاكل الدمج عند أطفال الحالات الخاصة وطيف التوحد وكيف نعالجها؟
    تجدون الإجابة هنا
  • كيف أزيد التواصل البصري لدى طفلي؟
    تجدون الإجابة  هنا