Maharat-RT

Posted by: رهف الترزي

استغلال ألعاب الطفل المحببة له في التواصل وتحفيز النطق

دائماً ماتبحث الأم عن مدخل للتواصل والتفاعل مع ابنها، ويمكن أن تجد هذا المدخل ضمن اهتمامات الطفل وألعابه المفضلة.

كخطوة أولى يجب على الأم التأكد من أن الطفل لديه اهتمام شديد تجاه هذه اللعبة أو هذا الشيء المراد التواصل عن طريقه. وأيضاً يجب عدم توافر هذا الشيء أمامه طوال اليوم، من أجل أن يكون لدى الطفل حافز دائم أن يلعب مع الأم ويتواصل معها. وفي المرحلة الأولى من التدخل المبكر على الأم أن تكون حساسة وهادئة وصبورة أثناء محاولة بدء التواصل مع الطفل في ألعابه، كي لاينفر الطفل ويكره الشيء الذي يحبه ونبدأ بالحصول على نوبات غضب بدلاً من التفاعل والتواصل .

نذكر مثالين على هذا النوع من التواصل:

أولاً: إذا كان الطفل مهتم بالألوان بشكل كبير يوجد أكثر من طريقة للتواصل معه من خلالها:

١- نحضر اللعبة ولنفرض أكواب مختلفة الألوان وممكن أن نبدأ مع الطفل عن طريق غناء أغنية يحبها عن الألوان ونذكر اسم لون معين، ثم نقوم بتعيين الإصبع عليه وذكر اللون مرة أخرى. وبهذا تكون الأم قد اكتسبت التواصل مع طفلها بشكل مسلي ورددت معه الأغاني التي يحب وركزت على لون محدد.
يجب على الأم أن تنتبه لحركاتها وتعابير الوجه البشوشة فالغاية هي جذب الطفل الذي لديه مشكلة في التواصل. أيضاً من الممكن أن نأخذ لون آخر ونرفعه للأعلى تدريجياً ونحن نذكر اسم اللون ومن ثم يمكن إعطاء الكوب الملون للطفل ليلعب به قليلاً. أيضاً يمكن وضع الكوب الملون خلف الظهر والغناء مع الطفل ثم نظهر الكوب ونذكر لونه ونعطيه للطفل كي يلعب به قليلاً.

٢- فيما يلي مرحلة التصنيف: ممكن أن نصنف أشياء ملونة داخل الأكواب، نرفع الشيء الملون ونردد لونه ونشير عليه بالاصبع ونعطيه للطفل لوضعه بالكوب المماثل باللون. ويجب تحفيز الطفل وتشجيعه أثناء اللعب والتواصل معه. وبرفع اللون للأعلى ثم إعطاء الطفل الشيء نكون قد حصلنا على التواصل البصري، لكن بعض الحالات لايمكن أخذ تواصل بصري منهم في المرحلة الأولى فقط يجب أن نأخذ الشيء ونعطيه إياه ليصنفه ثم بالتدريج نأخذ منهم تواصل.

بهذه الطريقة يتعلم الطفل أن يعطي تواصل بصري ويحصل بعده على مايريد وتعلم أيضاً أن يعطي تتبع بصري (يمين يسار فوق تحت) عند تحريك القطع المحببة أمامه.

٣- مرحلة الإشارة: نتجه للإشارة بالاصبع على اللون المرفوع أين الأزرق أين الأحمر؟ عندما يشير للون الصحيح يحصل على الشيء ليلعب به. يتم إتقان الإشارة بالاصبع بتمرينات أخرى سابقاً، ومن ثم يتم استخدامها في هذه اللعبة للتفاعل والتواصل مع الطفل.
٤- مرحلة إعطاء أوامر بسيطة: يمكن للطفل أن يتقبل أخذ أمر بسيط من الأم فيما بعد. مثلاً تمسك الشيء الأحمر وتقول له ضع الأحمر في الكوب مع مساعدته أحسنت واو.. ونكرر ضع الشيء الأزرق في الكوب المخصص له وتصفق، بعد تقبّل الطفل وجود أمه ومشاركته ألعابه تدريجياً يتقبّل اتباع أوامر بسيطة منها.

٥- مرحلة التمييز: يصبح الطفل في هذه المرحلة قادر على التمييز بين لونين. مثلاً تمسك الأم كوبين أحمر وأزرق وتسأل أين الكوب الأزرق؟ يشير الطفل بأصبعه. ثم تبدل الأم الكوب الثاني بلون آخر وتكرر سؤالها أين الكوب الأزرق؟ وهكذا. ثم تزيد العدد و تخير الطفل بين ثلاثة أكواب ملونة وتسأل أين الأزرق؟ وتعيد ترتيب الأكواب بشكل مختلف في كل مرة. تعتبر هذه التمرينات تدخل مبكر وهي التمييز بين لونين وأكثر، اتباع التعليمات ضع وصنف، تواصل بصري مع الأم، تتبع بصري بكل الاتجاهات عند تحريك الشيء، الإشارة بالاصبع إلى الأشياء المحددة. قد تم التفاعل مع الطفل والحصول على ماسبق من خلال لعبة الألوان التي يحبها. وعن طريق هذه اللعبة المفضلة تحولت جلسة اللعب لجلسة مليئة بالاستجابات تبدأ باستجابات قليلة وتزداد تدريجياً مع الوقت.

ثانياً: لعبة القطار
١-تجلس الأم بجانب الطفل وتعطيه تعليقات بسيطة عن القطار دون إزعاجه (هذا قطار توتوتوتوتوتو، قطار يمشي توتوتوتوتو..). بالتدخل التدريجي وكبداية نساعد الطفل على تقبل وجود الأم بجانبه، تجنباً لحدوث انزعاج لديه وحصول نوبات غضب بدلاً من التواصل كما ذكرنا سابقاً.

٢- تأخذ الأم القطار من الطفل لثواني قليلة جداً وتقول له دوري وتلعب بالقطار وتحركه توتوتوتو وتعيده مباشرة للطفل. بهذه الحركة يبدأ الطفل بتقبل وجود أحد يشاركه لعبته المفضلة ولكن يجب أن تكون الأم حساسة للوقت وسريعة في البداية منعاً لحدوث أي نوبة غضب.

وهكذا يبدا التفاعل بينهم تعيد القطار للطفل وتقول دورك ثم تأخذه وتقول دوري توتوتو وهكذا.. بهذه الطريقة نتجنب انسحاب الطفل أو انفعاله لأن الطفل تقبل وجود الأم تدريجياً وبتعليقات بسيطة وتبادل أدوار لمدة قصيرة جداً ممكن زيادتها لاحقاً. يجب على الأم أن تكون شديدة الحرص في التدخل المبكر وبداية الحصول على مدخل للتواصل مع طفلها. لايمكن مباشرة البدء بتعليمات وإعطاء أوامر بل يجب التفاعل مع الطفل بشكل تدريجي.

 

ولمن يريد التوسع يمكنكم متابعتنا على اليوتيوب:

 

مقالات سابقة:

  • كيف نتعامل مع مشاكل الدمج عند أطفال الحالات الخاصة وطيف التوحد وكيف نعالجها؟
    تجدون الإجابة هنا
  • ما حل مشكلة النوم لدى طفل طيف التوحد؟
    تجدون
     الإجابة  هنا