Maharat-RT

Posted by: رهف الترزي

أهمية اتباع التعليمات عند أطفال طيف التوحد وأسرع الطرق لتدريبهم عليها

ما هي أهمية اتباع التعليمات عند أطفال طيف التوحد؟ ماهي أسرع الطرق للتجاوب فيها؟ وماهي مراحل اتباع التعليمات؟

عندما يكون الطفل جالس وحيداً لايفعل شيء وأطلب منه المشاركة أو اللعب بشيء معين أو إحضار شيء معين ولا يتجاوب معي هل من الممكن أن يتعلم أشياء جديدة في حياته؟

بالطبع لا يمكنه اكتساب مهارات جديدة وهو لا يستجيب للأوامر والتعليمات، وهنا تكمن أهمية هذا الموضوع وبخاصة أطفال طيف التوحد وأطفال الحالات الخاصة بالمجمل.

يجب أن تكون الأم حذره بالتعامل مع الطفل أثناء تدريبه على اتباع التعليمات وأخذ بعض النقاط الهامة بعين الاعتبار:

أولاً: استخدام الأشياء والألعاب المفضلة لدى الطفل

منطقياً لمساعدة الطفل وفتح باب للتواصل معه يجب التقرب منه بما يحب، لتجنب نوبات الغضب والتهرب، وبديهياً الأولى استخدام الألعاب كوسيلة لتعليم الطفل.

من غير المعقول الطلب من الطفل إحضار شيء بعيد من المطبخ أو مكان آخر وهو لا يعلم شيء عن الاستجابة لأمر ما. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يحب الألوان والأشكال ندربه عن طريق الألوان والأشكال، وإذا كان يحب الحروف والأرقام ندربه عن طريق اللعب بالحروف والأرقام.

ثانياً: استخدام نبرة صوت طبيعية والابتعاد عن النبرات المرتفعة

عندما تبدا الأم بطلب الأشياء من الطفل وتدريبه على الاستجابة يجب الاستغناء عن نبرة الصوت العالية والابتعاد عن الصراخ.

لأن الطفل سيعتاد عدم التجاوب للأوامر إلا إذا كانت بصوت مرتفع أو سيبدأ بالتجاوب لأوامر معينة تبعاُ لنبرات الصوت وحدتها.

وماسبق مرفوض لأن المطلوب هو استجابة الطفل للأوامر بشكل طبيعي كما نتواصل بنبرات طبيعية خلال اليوم.

ويجب التنويه إلى أن الصوت المرتفع هذا يؤدي إلى زوال شخصية الطفل تماماً، وانعدام موضوع الدفاع عن النفس لديه.

ثالثاً: تلقين الطفل كيفية الاستجابة

إذا كان الطفل يحب الأشكال ويلعب بها وقالت له الام ضع هذا المكعب فوق الآخر فالطفل غالباً لن يتجاوب. يجب أن تكون الأم بجانب الطفل وتعطيه الأمر وتدريبه على الاستجابة ومساعدته عن طريق التلقين. تمسك الأم بيد الطفل وترفع المكعب معه لتضعه فوق الآخر، لا يمكن للأم أن تطلب شيء معين والطفل لايستجيب. يجب الاستمرار وتكرار الخطوات إلى حين إتقانها حسب وضع حالة كل طفل.

وإذا بكى الطفل أو دخل بنوبة غضب أو تجاهل طلب الأم بالغناء أو…. يجب على الأم أن تتجاهل وتركز على الهدف.

رابعاً: إعطاء أوامر وتعليمات ضمن السياق اليومي

ننظر للأشياء الروتينية التي سيفعلها الطفل ونعطيه تعليمات فيها. إذا كان روتين الطفل عندما يستيقظ شرب الماء (تقول له الأم: أحضر الكوب، املأه بالماء، اشرب) وبهذا تكون قد أعطته ٣ أوامر. يصبح الطفل يتقبل صوت الأم وقادر على معالجة جمل المواقف اليومية، وتفعل ذات الشيء عند تغسيل اليدين. وكما ذكرنا من غير الممكن أن تقول الأم الأمر ولايستجيب الطفل بل يجب أن يستجيب وتساعده الأم عن طريق التلقين. يتعلم الطفل عن طريق التكرار أن يتواصل مع من يتكلم معه.

خامساً: إعطاء الأوامر والتعليمات للطفل ضمن مسافات قصيرة واختيار الوقت المناسب لها

لايمكن أن يكون الطفل مشغول و مستمتع بلعبة يحبها وتطلب الأم منه فجأة أن يحضر شيء من المطبخ!! بل يجب إعطاء الطفل التعليمات بسياق مقبول دون فرض شيء عليه في وقت غير مناسب. ننتظر لينتهي من اللعب ونطلب مانريد بالمعقول.

ومن زاوية أخرى تبدأ الأم بزيادة المسافة بينها وبين الطفل عند إعطاء الأوامر وعندما يكون الطفل غير مشغول كلياً بشيء، “افتح الشباك لو سمحت”، “أغلق الباب”، “أعطي هذا لوالدك”… تجعل الأم بين الطفل والشيء الذي تطلبه منه مسافة بعيدة بالتدريج ليستطيع أداء هذا الأمر.

سادساً: البدء بالأوامر السهلة والتدرج في صعوبتها

بعد استجابة الطفل للأوامر البسيطة أثناء لعبه ثم أثناء الروتين والمواقف اليومية… يمكن للأم أن تضعه على الكرسي أمام الطاولة لإعطاءه تعليمات عن الإشارة والتمييز والمهارات الأخرى.

ثم تستطيع البدء بإعطاءه أوامر سمعية لاتحتاج لوجود أشياء فقط تحتاج معالجة سمعية، مثل ( أين عينك؟ أين أذنك؟ أين فمك؟ صفق، ارفع يديك، الإشارة إلى صور معينة … ويشير الطفل للمطلوب). أن تعلم الأم الطفل “ضعه هنا” أسهل من تعليمه “أين الطفل الذي يأكل” وتعليم “ركب المكعب” أسهل من تعليم “اختار الملعقة من بين ٥ صور”. وهكذا يسير الموضوع بشكل متدرج لمساعدة الطفل وتطوره خطوة بخطوة حيث أنه لا إمكانية للقفز مع الطفل فيما يخص إتقان المهارات.

سابعاً: الاستجابة مع الآخرين

عندما تعمل الأم على تدريب الطفل من الطبيعي أن يستجيب الطفل لوالدته فقط وبناءً على ذلك يجب أن تعلمه على الاستجابة مع الآخرين، وهذا لايعني أن نعطي الطفل تعليمات طوال اليوم من الوالدين والجيران والأقارب…. ولكن على الأقل يجب ان يتفاعل معهم إذا تكلم معه أحد. على سبيل المثال، بإمكان الأم أن تحضر أناس آخرين من الأقارب والأصدقاء وتجعلهم يعطون بعض التعليمات للطفل أو ينادوه باسمه ويتواصلوا معه.

ومن جهة أخرى على الأم أن تحث الطفل على التفاعل معهم وتلقنه كيف يتواصل معهم بدلاً من سماعهم وتجاهلهم (رد السلام، هذا الطفل يناديك تجاوب معه….).

طالما الأم تسير خلف الطفل وتستمر بتلقينه المعلومات وتحثه على التفاعل سيبدأ الطفل بفهم مبدأ التواصل على أنه منهج حياة ويجب التعامل معه ولا يمكنهم التهرب.

ثامناً: سحب المكافآت والمساعدة تدريجياً

في بداية التدريب على أي أمر التحفيز والمكافآت تكون ضرورية ومهمة لتشجيع الطفل.

عند الاستجابات الأولى تعطي الأم لطفل مايحبه كمكافأة على أدائه (هاتف، سناك صحي، لعبة …) ولكن مع الوقت يجب سحب هذه المكافآت والمساعدات الأخرى وتخفيفها. من غير المعقول أن يحصل الطفل على شيء مقابل أدائه لأمر معين واستجابته لتعليمات معينة.

بعض الأهالي يشعرون بالقلق حيال عدم استجابة الطفل خارج المنزل للأوامر. ولكن يجب الثقة بقدرات الأم والطفل، فما يفعله الطفل في الداخل مع والدته ووالده أيضاً له دور كبير في هذا الأمر سيكون الطفل قادر على فعله في الخارج. من المستحيل أن يستجيب الطفل لأشياء معينة داخل المنزل ولا يستجيب خارجه.

ببساطة سيتدرب الطفل خارج المنزل تماماً وبنفس الطريقة التي يتدرب فيها داخله. وموضوع تجاوبه مع الآخرين سيساعد في هذا الأمر بشكل كبير.

بعد إتقان الطفل للأوامر البسيطة بالألعاب والروتين و… يجب أن ندرك أنه كلما ازداد تفاعل الطفل تحسن استيعابه وكلما ازداد استيعابه يمكن إعطاءه أوامر أصعب وتحتوي على أكثر من جملة (أعطني الملعقة –> أعطني الشيء الذي آكل فيه –> أعطني الشيء الذي آكل فيه ولونه بني …) وهكذا يتم ازدياد الاستيعاب أكثر وأكثر بناء على مستوى كل طفل.

للاستزادة يمكنكم متابعة الفيديو التالي والاشتراك بقناتي على اليوتيوب:

مقالات سابقة:

  • كيف نتعامل مع مشاكل الدمج عند أطفال الحالات الخاصة وطيف التوحد وكيف نعالجها؟
    تجدون الإجابة هنا
  • ما حل مشكلة النوم لدى طفل طيف التوحد؟
    تجدون
     الإجابة  هنا